Verlags Info:
تمزَّقت الجزائر عدة مرات في تاريخها، قبل أن يُعاود أهلها بقوتهم الصمود مرةً أخرى في وجه التاريخ، واستعادة أنفسهم وحاضرهم
وكانت الهجرة من أبرز علامات التمزُّق والانشقاق التي عانت منها البلدان العربية إبَّان فترات الاستعمار وما تلاه، فهاجرت الأُسَر الجزائرية بحثًا عن نفسها بعيدًا عن الواقع المرير، لكن الواقع الذين وجدوه في فرنسا لم يكُنْ يقلُّ مرارةً وقسوةً عمَّا تركوه خلفهم
في رواية “كعبة الشمال والزمن الخائب” للكاتب محمد ساري، تمرُّ أسرة جزائريَّة برحلة جافَّة في مرسيليا بجنوب فرنسا، قبل أن ينتقلوا إلى ليون في الشمال؛ أملًا في الحصول على فُرَص أخرى وأحلام كبيرة
لكن ينهار كل شيء تحت وطأة التقاليد العربية التي فرُّوا من الجزائر هربًا منها، فكبست صدورهم وأثقلتها، وكالمعتاد، المرأة العربية هي التي تدفع الثمن
سواء أكانت المرأة في حدود البلاد العربية أم تمكَّنت من مغادرتها، طالما هي عربية الأصل، تظلُّ الأشباح تطاردها وتُنهكها كما حدث مع فريدة أو فيفي
كيف لاقت مصيرها وتحمَّلت قسوة الأب واستسلام الأم؟ هذا ما نعرفه بين طيَّات هذه الرواية الفارقة التي تُحدثنا عن كيف يكون الجميع ضحايا، حتى وإن بَدَوْا قُسَاةً لا تعرف قلوبهم الرحمة